بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد حبيبك و صفيك من بين خلقك اجمعين و على آله و صحبه و تابعيهم باحسان الى يوم الدين و سلم تسليما
سألني احد الاخوان قال: ألا يمكن ان يكون في كلام هؤلاء المنكٌرين على التصوف بعض من الحقيقة
قلت: ماذا تعني؟
قال: شاهدت في فيديو شيخا يقول ان الصوفية يزعمون ان رسول الله صلى الله عليه و سلم ارحم من المولى جل جلاله وهو ارحم الراحمين سبحانه و تعالى
قلت: ماهذا الهراء و السخف
قال: اصبر علي حتى اكمل ما قال لعلك تغير رايك
قلت: لاحول و لاقوة الا بالله العلي العظيم. اكمل
قال: يقول هذا الشيخ ان الصوفية يعتقدون ان رسول الله صلى الله عليه و سلم سيقف امام الله جل جلاله ويطلب منه ان يعفو عن العصاة و المذنبين من امته
فهل الرسول صلى الله عليه و سلم اعلم بالخلق من خالقهم و هل هو ارحم بالخلق من خالقهم . انظروا هذه العقيدة الشركية
قلت: ان هذا لعمري هو الجهل بعينه
يا اخي ان الامر ليس كما صورته لهم نفوسهم الظلمانية . ما قاله هذا الشيخ هو وصف لمحكمة من المحاكم المنتشرة على وجه الارض
قاض جالس على كرسي، يقف امامه محام يرافع في قضية منوبه و بعد شرح ملابسات القضية يطلب من حضرة القاضي ان يراعي هذه الظروف و يحكم بعدم ساع الدعوى في حق منوبه
هذا جهل مطبق بحقيقة الدين وما بعث به الرسل و علاقتهم بالمولى جل جلاله ومنزلتهم عنده
ان رسول الله هو عطية من المولى سبحانه و تعالى { وما ارسلناك الا رحمة للعالمين} فالامر ليس قسمة بين الله و رسوله انما هي رحمته اراد اظهارها
فالسماء لا تمطر الا باذنه و الارض لا تنبت الا باذنه { وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء } فلا وجود لكائن منفصل عن ارادته
وقدرته و علمه...وهو الذي انزل الرسول صلى الله عليه و سلم هذه المنزلة انظر . انظر الى حديث من احاديث الشفاعة و كيف يجري الله خطابه على لسان حبيبه
مدد الرحمة { وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى...}ثبت في الاحاديث الصحيحة الكثيرة من بينها الحديث رقم 286 من صحيح مسلم
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : اذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم الى بعض فياتون أدم فيقولون له اشفع لذريتك فيقول لست لها ولكن عليكم
بابراهيم عليه السلام فانه خليل الله فياتون ابراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بموسى فانه كليم الله فيؤتى موسى فيقول لست لها و لكن عليكم بعيسى
روح الله و كلمته فيؤتى عيسى فيقول لست لها و لكن عليكم بمحمد صلى الله عليه و سلم فاوتى فاقول انا لها فانطلق فاستاذن على ربي فيؤذن لي
فاقوم بين يديه فاحمده بمحامد لا اقدر عليه الان فيلهمنيه الله ثم اخر ساجدا فيقال لي يا محمد ارفع راسك و قل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع.ا
فالامر كله لله
فهو الذي اراد و قدر واذن و اظهر كرمه على عبده بمحض فضله وهو جل جلاله فعلا ارحم الراحمين وليس معه غيره الا ترى ما ينكرونه
علينا من توسل برسول الله صلى الله عليه وسلم : لماذا لم يوجه الرسل وهم اعلم بما يجوز وما لا يجوز لماذا لم يوجهوا المؤمنين
المستجيرين بهم الى المولى جل جلاله ايسكتون عن شرك حسبما يزعم هؤلاء وهم بين يدي خالقهم
لا يا صاحبي فهم في هذا اليوم في محل {...فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد.}ينظرون لرسل الله ابواب رحمته ، التي يفتح بعضها على بعض
فدخلوا فيها من باب الى باب حتى وصلوا الى اوسعها فافاض عليهم صاحب الرحمة ما اجراه على لسان حبيبه من عظيم فضله و نعيمه
اعيد واكرر هؤلاء رسل الله
كل رسول يقول للمستجيرين به اذهب الى الرسول الفلاني ولا يقول لهم تضرعوا الى خالقكم لينجيكم مما انتم فيه لان الكل يعلم
ان ما قاموا به هو عين التضرع فقد طلبوه بفضله و كرمه و رحمته
احذر اخي ليس هنالك جزء لله و جزء لرسوله بل الكل لله وحده اولا واخرا
انت فيك عينه وفضله فخذ من فضله لترى بعينه
اه