بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي
وعلى آله و صحبه و سلم
التثاؤب بصفة عامة هو : عرض بدني لأسباب بدنية و معنوية متعددة
مرض : صداع ، حمّى ، حساسية ، تهدل في المفاصل ...ا
هيأة بدنية معينة : جوع ، شبع ، ارهاق بدني ، إرهاق ذهني...ا
هيأة معنوية : قلق ، في الصلاة ، عند قراءة قرآن ، عند الذكر ...ا
أمّا الصيغة التي يتعامل بها التثاؤب مع سائر الحالات ، فهي : الإفراغ و التسريع . و معنى ذلك :ا
الإفراغ : هنالك طاقات حسية و معنوية ، إضافية مخزونة في الابدان و العقول ، مسخرة خصّيصا للإنسان
فعندما يستنفد البدن الطاقة العادية المرصودة إليه عامة ، او لعضو من الأعضاء خاصّة ، يبعث إشارة للدماغ
حتّى يزوّده بكمية من ذلك المخزون العام او الخاص ، فينطلق مع بعض الإشارات الحسية او المعنوية ما يسمى
بالطاقة المضادة {الوسوسة النفسية } فتتلقف تلك الطاقة و تهدرها في صيغة تثاؤب ، وهو نوع من انواع الوسوسة
{ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه و نحن أقرب إليه من حبل الوريد}
التسريع : نتيجة لهذا الإفراغ يقع تسريع ظهور المرض ، أو ظهور الإسترخاء و النوم ، أو ظهور عدم التركيز
والحضور في الصلاة وقراءة القرآن أو الذكر
والذي يهمّنا من هذا الإيضاح ، و بعد شرح الأعراض ، هو علاقة الشيطان بالتثاؤب في الحديث النبوي وما يصحب ذلك
من فقدان للحضور في سائر الطاعات . من المعلوم شرعا أنّ الشيطان يفر من الذاكر ، وهذا صحيح إذا فهمنا أنّ الشيطان
المقصود بالفرار ، هو شيطان الجن أمّا شيطان الإنس ، فيتجلى بتقمّص أنفسنا لهذا الدّور ، وبالتالي فإهدار الطاقات الكامنة
فينا هو شيطنة من نفوسنا . كيف نتخلص من هذا الوضع ؟
أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نكظم ماستطعنا ، وهذا يحصل إما بقطع الطريق أمام أنفسنا دفعة واحدة ، وذلك يتم
إذا أحسسنا بوجودنا في كلّ مكان من أبداننا مع استشعار وقوفنا أمام الحق جل جاله {واعلموا أن المصلي يناجي ربه}و هذا
صعب على الأغلبية . الحل الثاني : أن أراقب حركة لساني وما أنطق به مع إستماعي لما أنطق به و أنا متوجه لله
{ أنا جليس من ذكرني و تحرّّكت به شفتاه}
وهذا أقل صعوبة ولا يحصل التثاؤب في هذه الحالة . الحل الثالث : أن تحس بأنك تسمع ما تتلو أو تذكر وأنت في توجه لله
فإن لم تستطع فحاول قطع التثاؤب في منطلقه ، فإن لم تستطع فاكظم التثاؤب بوضع يدك على فمك حتى لاتحدث صوتا فيضحك
منك شيطان نفسك . أما شأن أهل الله في هذه الحالة ، فهم على حد قوله جل وعلا : {إن الذين إتقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان
تذكّروا فإذا هم مبصرون } الأعراف .201 .وهذا يعني : انه قد يحصل معهم التثاؤب مرة ولكنه لايتكرر ، لأن الطائف يصبح
مذكرا لهم : {ولا تستوي الحسنة ولا السيّئة إدفع بالتّي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنّه وليّ حميم وما يلقّاها إلأّ الذي
صبروا وما يلقّـاها إلاّ ذو حظّ عظيم } ا
أتاني من الوقت طيف خجول***بطرق لبابي يريد الدخول
لبســت لســاني على عجــــل***و ارهفت سمعي لما سأقول
لـــديّ إشـــارة ودّ مــبيـــــن***عطية رحــمى نبـي رســول
هدانــا لبــانــا بصـدر حنـون***وثدييْ رضاع ضمان الوصول
لنفي الحظوظ أتى فضــله***بثدي الشـــفـاعة سرّ القبـــول
من الوتر ثدي هدى لمطيع***بقـول و فعـل و عزم يطــول
لكلّ رضيع زمـان رضـاع***يلـــيه فطـــام بحــدّ يحـــول
وصدّ لقصد بحــكم العــليم***وحكم رضاع الهدى لا يزول
أه