أحمد Admin
عدد المساهمات : 41 تاريخ التسجيل : 29/05/2012 الموقع : www.ihsen.net
| موضوع: رأي في علاقة المريد مع الاخوان الجمعة أغسطس 24, 2012 3:06 pm | |
| بسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد المرسل رحمة للعالمين
يقول الله عز و جل في الاية العاشرة من سورة الحجرات {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}َ و قيل أن الأخ اسم يراد به المساوى , ويقال تآخيت الشئ أى تحريته , كما قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمُؤْمِنُ أَخُو ألمؤمن " فإذا أراد المرء أن يآخي مؤمنا فعليه إثبات إيمانه , حتى يكون نضيرا , موازيا و مساويا له. فالإخوان هم في الأصل امتداد للإمام , وهم تلاميذه الذين صدقوه واتبعوه واقتدوا به و جاهدوا حقيقة المجاهدة في انفسهم للامتثال لنصائحه في طاعة الله عز و جل و رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . حتى حق للمريد الراغب في التقرب من الله الاقتداء بهم كما قال صلى الله عليه وسلم " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " فهم الذين عوضوا اعمالهم بأعماله , و كلامهم بكلامه , و افكارهم بأفكاره , فأصلح الله نواياهم بنواياه , وخلصهم من صفات نفوسهم و اورثهم صفاته و رفع هممهم الى همته . فوجب عليه ان يؤمن انهم كذالك و يعي حاجته اليهم كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " المؤمن بأخيه " و يطلب من الله العون بهم كما قال سيدنا موسى عليه السلام " واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري * كي نسبحك كثيرا * و نذكرك كثيرا " و نضرة التعظيم فيهم اوجبت عليه الرجوع بكل امر يسيئه في معاملته معهم الى نفسه , قصد اصلاحها و تطهيرها , اذ أن هذه النضرة اوجبت ارجاع العيب اليه , كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " المؤمن مرآة أخيه " فهم الفرصة التي منحها الله اياه ليواجه نفسه و يعلم حقيقتها , و لا يتوانى في تعويض مذلته للدنيا بمذلته في طلب القرب من الله في معاملته مع اخوانه , و يخشى في ذالك قوله عز و جل " فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ " سورة المائدة 54 . و يكون كمن قال " كنت معهم على نفسي " , حتى لا يضيع الفرصة , فيكون حفظنا الله و اياكم كمن قال فيه الامام العلاوي " الذي لم يفنى في اخوانه ذاك ضيع زمانه " فالإخوان يمنحون المريد فرصة السير و مجاهدة النفس حتى ينبذ صفاتها و يسعى لتغييرها بصفاتهم , فإذا حقق الله له ذالك كان واحدا منهم , و يعلم ان الصفات التي اورثها الله اياه هي صفات الامام , وهو واحد في كل زمان و واحد في الزمان أجمعه , اذ هي الصفات المحمدية التي اظهرت الاخوان كالشجر المثمر " تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل " ألم تسمع قوله " وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ "
كما عرف الاخوان الامام ابو مدين الغوث في قصيدته المشهورة ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا مـا لـذة الـعيش إلا صحبة الفقرا ** ** هم السلاطين و السادات والأمرا فاصحبهموا وتأدب في مجالسهم ** ** وخــل حـظـك مـهما قـدموك ورا واستغنم الوقت واحضر دائما معهم ** ** واعلم بأن الرضا يختص من حضرا ولازم الـصـمت إلا إن سـئلت فـقل ** ** لا علم عندي وكن بالجهل مستترا ولا تَرَ العيب إلا فيك معتقداً ** ** عـيباً بـدا بـيِّناً لـكنه استترا وحـط رأسك واستغفر بلا سبب ** ** وقف على قدم الإنصاف معتذرا إن بــدا مـنك عـيب فـاعتذر وأقـم ** ** وجه اعتذارك عما فيك منك جرى وقـل عـبيدكموا أولى بصفحكموا ** ** فـسامحوا وخـذوا بـالرفق يا فقرا هـم بـالتفضل أولى وهو شيمتهم ** ** فـلا تـخف دركـا مـنهم ولا ضررا وبـالـتفتي عـلـى الإخـوان جد أبداً ** ** حساً ومعنى وغض الطرف إن عثرا وراقب الشيخ في أحواله فعسى ** ** يـرى عـليك مـن استحسانه أثرا وقَــدِّمِ الـجِدِّ وانـهض عـند خـدمته ** ** عساه يرضى وحاذر أن تكن ضجرا فـفي رضـاه رضـا الـباري وطـاعته ** ** يـرضى عـليك فـكن مـن تركه حذرا واعـلم بـأن طـريق الـقوم دارسـة ** ** وحال من يدعيها اليوم كيف ترى مـتـى أراهــم وأنـى لـي بـرؤيتهم ** ** أو تسمع الأذن مني عنهموا خبرا مـن لـي وأنـى لمثلي أن يزاحمهم ** ** عـلـى مــوارد لـم آلـف بـها كـدرا أحــبـهـم وأداريــهــم وأوثــرهــم ** ** بـمـهجتي وخـصوصا مـنهم نـفرا قوم كرام الســجايا حيــث ما جلسـوا ** ** يبـقى المكـــان على آثارهم عـطرا يهـدي التصوف من أخلاقهم طرفـــا ** ** حسـن التألف منهم راقني نظـــــرا هم أهل ودي وأحبابي الذين علـــوا ** ** على مـــن يجـر ذيول العـز مفتخــــرا لا زال شمـلي بهم في الله مجــتمـعـا ** ** وذنبنــا فيــه مغــفورا ومغــــــتفرا ثم الصلاة عــلى المخـــتار سيدنـــــا ** ** محمــد خيـــر من أوفى ومن نذرا
| |
|