قصيدة: حنّ الغريب

بسم الله الرّحمان الرّحيم
اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد
وعلى آله و صحبه و سلـّم
حنّ الغريب

حنّ الغريـب إلى الأحــبّة راغـبـا***رقّ الفـؤاد فجــاءه منـهم خـبـر
وجـد الأمانـة فـي رحـاب عـزّهــم***فغدى لسان الحال يحكي ما ظهر
ساق النّسيم إلى الحمى أرواحهم***و رضى الحبيب فـفاز كـلّ بقـدر
عشقواالملامة في الغرام صراحة***وسـعـوا فـباتـوا فـي نعيم مـدّخر
قدموا فلاحت بـيـنهـم بـسـما تهـم***جلسوا فأضحوا في انتباه مستمر
مالـت رؤوسُهُـمُ علـى أجـسادهـم***وثـنـوا أيـاديهـم فهـل مـن مـدّكـر
ونضت من الأفواه أمواج العطاءْ***فـتهـافـتـت بالـسّـمع آيـات عـبـر
ورنـت مـن الأوتــار أنـغـام الصّـبــا***فسرت رياح البشر في أرض السّهر
وتـمايـلت أعـنـاقهم من لـطـفهـا***أغـصان بـان فـي ربيـع مـزدهـر
وتصاعدت صدحا تهم من رِيّها***آه و آه بــالصّـــدور تــســتـعــر
قاموا فـقـامـت للـّقـاء أرواحـهم***وتماسكوا في شكـل هاء مستـدر
فـتـجاذبت آهـاتهـم فـي هـمـسـة***ألــف بـهــاء فـي إمــام مـقــتــدر
صـعـدوا فكـان مـنهُـمُ بـوراقهـم***وتـمـازجوا فـكـانـوا نـورا منتشر
وفنوا بذات عن صفـات لم تـزل***ترجو الفعال حتّى يبدو ما اسـتتـر
جـال بهـم فـي نـصـبة مرفـوقـة***بـجـزمـة فـيـها العـــقـول تـنـدثـر
وبقوا بإرث خالدين فـي الحـمى***حــسّـا و مـعـنى بـقــضـاء و قـدر
فــذاك شـأن الكرمـاء إن رمـتـه***وذاك مرمى الإنـتهـاء لـمن شكـر
والكلّ من فيض الحقيقة قد بدى***فـي ثـوب حِـبٍّ سـرّه عـمّ البشـر
صــلّ وســلّـم دائــمـا يــا ربــّنـا***عـلـيـه مـادام العــطـاء مـنهــمــر