قصيده الموت والغربه

ألا يا نائم الليل كيف المنام يطيب والــموت حـق ولـكن الفراق صعيـــب
تغــربت عـن وطنـي فقد طالت غربـتي فيـا أسـفى على الدنيـا أمـوت غريــب
أمـــــــــــــــــوت ولن يدري مـــوتــي ولـكن تصاريـف الزمـــان عـجـيــــــب
أريــد أن يكون حفار قــبرى والـــدي وشيـال نعـشى باقـي لا يكون غريــب
أريد أن تكون خياطة كفني شقيقتـي تبــكي عـلى عوض الدمع دما سكيـب
ألا يــــــا قلـــب لا تبكـي ولا تشتكـي لـأن رســــول اللــــه انتقـل غريــــب
لــيــس اليـــتـيـم مــن مــات والـــدة بـل اليتيـم يتيـم العـلـم واليقيـــن
وجاءني الموت لا رد لصحيفته وحــــال حــولـي وروحـي قـد فـارقـت بـدنـــــي
وجــاءني المغسل فـي الحــال شلحنـــي تـــلـك الثـيـــاب رمـى ثــم نومـنـــي
وصـــار ينظـر إلـى مــا كــنت استـــره مــن الـعيوب ومـــا كــان فـي زمنــي
وصبوا على المـاء لا حارا ولا بـارد وان جــسمي من قاصرات الموت يوجعنــي
ولـبـسونــي ثيــابــا لا شمــال لـهــــا وربـطـونـي من رأسـي إلــى قــدمـــــي
وحـمـلونـي عـلى الأكـتــــاف أربــعــة مـــن الرجـال وخـلـفي مــن يـودعنـــي
وصــلــوا علــى صــلاة لا سجــود لــهـا مـــكـبلـيـن صـفــــوف الاه والحـــزن
وســاروا بـــي إلـى القبـر علـى مـظـلـم آه لـمـظـلـم القــــبر كيف يـلحدنـــي
ودلـونـي فـي الــقبـــــــــر عـلى بـطنــي وأرســـلـوا واحـد منهـم ليسندنـــي
وفكوا مـن على رأسي الكفـن فارمـوه فـأرسل الدمـع مـن عينـاه تغرقـنــي
وتقاسموا الوارثون الـمال ثم اغتنوا تقــاسموه فيهم بـلا حمد ولا منــن
ومن بعدى زوجتـي تـزوجت بعـلا لـهــا وسكنتـــه في دارى ثـم فـي وطنــــي
واستــخـدمت ولـدى عـبـدا لـزوجـهــــا فـاسـتخـدمــــــته عـبـدا بـلا ثـــمـــن
خــذ الـقنـاعـة من الدنيـا وارض بـهــا واطـلب لنفسك منها راحـة البـــــدن
وانـظر إلـى من ملـك الدنيا بـأجـمعـها هـل فـاز بـغيــر القـطن والـكـفــــن