بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم
الحقيقة : هي تطابق ما وقر في القلب مع ما تشهده العين و تسمعه الاذن و يعقله الذهن . وهذا لا يحصل الا بعد التخلص من كل الحظوظ النفسية التي هي مصدر الحقائق الوهمية . والتخلص من الحظوظ النفسية يكون بتوفيق من الله يعتمد فيه على قوله تعالى:{و ما اتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا}الحشر 7 .وذلك حتى نتخلق باخلاقه . صلى الله عليه و سلم.."انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق" يتضح من هنا معنى الشريعة اذ هي جملة التكاليف و الاسباب الطاهرة التي يقع بها التطهر ومعنى كونها طاهره,اي انها حاملة لخيوط الحقيقة,فهي من ناحية تزيل الاوهام المتراكمة و من ناحية اخرى تراكم خيوط الحقيقة .{قد افلح من زكاها و قد خاب من دساها } الشمس 9.10.ولكن كيف يكون اخذ هذه التكاليف و الاسباب وتفعيلها هنا يتنزل قوله تعالى:{ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما.} النساء.64.ويظهرمعنى التصوف او مقام الاحسان :"ان تعبدالله كانك تراه ...: في جزءه الاول وباكثر وضوح في قوله صلى الله عليه و سلم "صلوا كما رايتموني اصلي."فرؤيته اقتضت المجيء اليه في خليفته حيث الرؤيا ثابتة سندا بالمشاهدة , واجاهد في تقليده الى درجة ان يكون هو المصلي.{النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم }الاحزاب.6. "فان لم تكن تراه فانه يراك".اراه بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم ,و اسمعه باذنه واعقله بذهنه,فيكون ذلك طبقا لما وقر في القلب, ويكون الموجود مع مولاه حبيبه و مصطفاه .اه .